" احنا العصابة" هي أول أغنية طرحها مطرب المهرجانات الأشهر في مصر.. والثانية " خصمي العبيط"، وفاء لوعده بطرح أغنية كل ساعة من ألبومه – 41 أغنية - قبل طرحه على قناته الرسمية الخاصة على اليوتيوب، لاشباع تعطش جمهوره عابر الحدود.. وتشويقه لمفاجأة ظهوره ببدلة موديل شامل "شراشيب وحركات وكهربا"، وقصة شعر كهربا، ورقص كهربائي لزوم التناغم البصري!! أغاني راب لها مصمم أزياء وماكيير وكوافير!! الأشهر هو " فجلة" مٌبدع أزياء شعبان عبد الرحيم من البدلة للإكسسوار للشوز!! و"المفاجعة" أن معجبي المطرب ملايين قد يكون أولادك من بينهم وأنت غافل!! دخلت اتعرف عليهم، فأفزعتني عصبية تشجيعهم وتقليدهم له، واكتمل فزعي بقراءة كلمات الأغاني!! وجدتها كتالوج جرائم طلبة المدارس، التلامذة من ابتدائي إلى ثانوي!! وآخرها اعتدى تلميذ على آخر برقبة زجاجة داخل الحوش بمدرسة بالقاهرة!! في سوهاج شاهد التلميذ 8 أعوام وابن عمه 12 سنة فيديو إباحي على الموبايل، اشتعلت رغبتهما للتقليد، خطفا الطفلة نداء – عامين- وكانت تلعب أمام منزلها، فشلا في الاعتداء عليها، صرخت، ألقياها في الترعة، ماتت!! مقتل شاب لخلاف مع شاب أثناء لعبة دومينو!! ومن مدرسة اعدادية تجريبية بالقاهرة طعن تلميذ زميله بسكين في يده لرفضه مشاركته طعامه!! – اعترف التلامذة الشهود أن السكين دايما في حقيبته المدرسية للمنظرة وفرض السيطرة- وضعها على رقبة المجني عليه للتهويش، قاومه، فطعنه في يده قائلا " انت كده راجل؟ طب خد"!! أصابه بتهتك في الأوردة لتنبهرالشلة إعجابا بالمعتدي، بنفس نشوة الاستمتاع بمطربي المهرجانات، وينجذبون لمظاهر ولغة البلطجة " ولاد امبارح وحنا نخلى عاليها واطيها".
أغاني راب سريعة خرجت عن هدفها وهو التنفيس عن المشاعر وإعلان الوجود، لتنطلق بالفحشاء من الميكروباصات والتكاتك، كأنها دورات تدريبية للمجدعة والمرجلة والسيطرة والمنظرة!! تصف مشاعر الدماغ العالية، ومشاعر الظلم الاجتماعي، تسخر من الضعيف والجبان ومن السٌلطَجي.. طلقات مدفعية قٌبح وتحريض، تخترق عقول الصغار والشباب لجرأتها!! تمنحهم لغة فجَة، كقوة دفاع وهجوم، يعلنون بها وجودهم وغضبهم وحزنهم ويأسهم وأحلامهم وثوراتهم وسقطاتهم وشكوكهم وعجزهم وجروحهم وآراءهم المرفوضة أو غير المسموعة!! وكأنهم يرقصون على جروحهم النازفة، ثم ينتقمون لأنفسهم!! أيها السادة خبراء التربية والاجتماع طال صمتكم!!
وأوجه لومي وخطابي إلى وزير التربية والتعليم د. طارق شوقي، التربية هي مهد التعليم.. إهمالها جريمة فساد.. غياب وغباء النشاط الفني والرياضي بالمدارس أسقطنا في هذا المستنقع.. كل جريمة أطرافها تلاميذ هم ضحاياكم، ومسؤوليتكم، يٌحاسب كل مشرف اجتماعي للمدارس عن مسئولية مراقبة سلوك التلميذ الجانح، ومتابعته في البيت والحي لحمايته من الانحدار ثم الجريمة.. كما يٌحاسب كل أطراف العملية التعليمية التابع لها أي مدرسة وقعت بها جريمة، بدءا من المدرس صعودا إلى الناظر، والموجه الموظف الذي أسقط التفتيش عن تقويم السلوك والأخلاق.. سيادة الوزير، هل سمعت أغنية " سن المسطرة"!!
السجن في مصر أصبح إصلاحا وتهذيبا، ونطالب بالمثل، المدرسة تربية وتعليم.. أخبار التلامذة مش لصفحة الحوادث، والمٌعلم ضابط إيقاع علم وأخلاق.
--------------------------
بقلم: منى ثابت